للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشّام من بني غسان، إرتحلوا من الشّام بعد ما فتحها الإسلام فقدموا إلى هذه البلاد، وتوطّنوا بها فازدادوا وكثروا، وقيل هم طائفة من عرب البربر عبروا البحر إلى هذا الصوب مع يعقوب بن منصور الموحدي فبقوا فيها مدّة، ولم يزالوا بها حتى غلب الجهل فتنصروا فدخل السّلطان بلاد أرنؤدد (٢٦١) فنهبها واستولى على عدة قلاع هناك، وأمر ببناء قلعة حصينة في ثغر عظيم هناك كالسد بين المسلمين والكفار وشحنها بالرّجال وسمّاها آق / حصار، وأودع فيها ما تحتاجه من المدافع وآلات الحرب ما يكفيه ويقيه.

وفي سنة إثنين وسبعين وثمانمائة (٢٦٢) غضب السّلطان محمّد على صاحب قونية ولارندة أحمد بك بن قرامان فانتزع الملك منه وفوض بلاد قرمان (٢٦٣) لإبنه السّلطان مصطفى، ثم استولى على بعض قلاع عاصية هناك مثل قلعة أركلي وقلعة أصراي وقلعة كولك وسلّم الجميع إلى إبنه المذكور.

وفي سنة ست وسبعين وثمانمائة (٢٦٤) بعث صاحب العجم حسن بك الطويل أميرا مع عسكر التّتار إلى نهب بلاد إبن عثمان (٢٦٥) فجاءوا ونهبوا مدينة توقات (٢٦٦) وأحرقوها، ثم إغتر بذلك أميرهم فهجم [على] بلاد قرمان (٢٦٣) وأغار (٢٦٧) عليها، وكان واليها يومئذ السّلطان مصطفى، وكان شجاعا في الغاية، فقاتلهم وهزمهم وأسّر أميرهم فكبّله بالحديد وأرسله مع عدّة أسارى من الأمراء إلى أبيه.

وفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة (٢٦٨) إستجاش السّلطان محمّد خان وسلطان العجم جيوشهم للقتال بينهما فالتقى الجمعان قرب مدينة بابيرد، فمال السّلطان مصطفى على طرف ولد سلطان العجم زنبيل شاه فقاتله شديدا (٢٦٩) حتى ظفر به فقتله، ففرّ أبوه حسن الطويل وحصل النصر لآل عثمان، فأتبعوا التتار أسرا وسبيا حتى استولوا على عدة بلاد من العجم فصارت لآل عثمان.


(٢٦١) في الأصول: «أرنود».
(٢٦٢) ١٤٦٧ - ١٤٦٨ م.
(٢٦٣) في ش: «قرامان» وهو تحريف.
(٢٦٤) ١٤٧١ - ١٤٧٢ م.
(٢٦٥) في ط: «بني عثمان».
(٢٦٦) في الأصول: «توفات» والمثبت من تاريخ الدولة العلية ص: ١٧٣.
(٢٦٧) في ش: «غار».
(٢٦٨) ١٤٧٢ - ١٤٧٣ م.
(٢٦٩) في ط: «فقاتله قتالا شديدا».