للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحد منّا بالآخر [وتتغلّب علينا أيدي الغير] (٣٢٨) وإذا تمادى هذا الحال يظفر أحمد شلبي بالبلاد، ومن جميل الرّأي أن نصطلح ونقسّم البلاد بيننا نصفين [ونتظاهر عليه] (٣٢٩) فطابت نفساهما (٣٣٠) بذلك وأرسل محمّد باي أخاه رمضان ومراد إبن أخيه وجميع الحريم الّتي (٣٣١) كان إتصل بها (٣٣٢) من قلعة الكاف مع هدايا وثياب وخيم، والتقى الفريقان بين سوسة والقيروان وصارا يفكّران في حيلة للوصول إلى غرضهما من أحمد شلبي، وبقيا كذلك إلى صفر من سنة ستّ وتسعين وألف (٣٣٣) فأمر محمّد باي أخاه عليّا بتجهيز مائة خباء، فادّعى علي عدم ما يقوم به من الخرج فلامه محمّد باي (٣٣٤) / ثمّ قيّد محمّد باي جميع ما أخرجه على المحلّة من أمواله ممّا يقوم بها كلّها.

ونزل علي باي نحو الدّخلة القبلية (٣٣٥) من تونس ونزل محمّد باي بغدير السّلطان (٣٣٦) وتأهّبوا لقتال أحمد شلبي وجهز هو أيضا جيشا عظيما وركب نحو الألف من صبايحية الترك عدا (٣٣٧) ما انضاف إليه من أولاد سعيد والمسعي، وتربّص ينصب شباك مكره لأنّه كان ذا حيل ومكر فجمع جندا عظيما وأخرجهم ليلا على محمّد باي فأحاطوا به وهاجموا (٣٣٨) محلّته على حين غفلة، وهرب محمّد باي في نفر قليل من توابعه، ورجع أحمد شلبي بما غنمه، وأحاط بحريم محمّد باي وجواريه، فسرّ بذلك سرورا عظيما وذلك في إثنين وعشرين من رجب سنة ستّ وتسعين وألف (٣٣٩).

وقام أولاد سعيد على علي باي وهو بالدّخلة القبليّة فنهبوه ومحلّته، ومال النّاس كلّ الميل لأحمد شلبي عند ما بلغهم هذا الواقع بعد ما كان أولاد سعيد مع علي باي


(٣٢٨) إضافة من الحلل ٢/ ٥١٤.
(٣٢٩) إضافة من الحلل.
(٣٣٠) في الأصول: «نفوسهما».
(٣٣١) في الأصول: «الذي».
(٣٣٢) في الأصول: «به».
(٣٣٣) جانفي ١٦٨٥ م.
(٣٣٤) «من حيث أنّه كان تصرّف في البلاد سبع سنين وتمزّقت أمواله في مرضاة توابعه وأبقوه مثلة عند الشّدائد». الحلل السّندسيّة ٢/ ٥١٥.
(٣٣٥) هي دخلة المعاوين: أنظر الإتحاف ٢/ ٥٩، النّقل مستمرّ من الحلل السّندسيّة ٢/ ٥١٥.
(٣٣٦) أنظر أيضا الإتحاف ٢/ ٥٩.
(٣٣٧) في الأصول: «عدى».
(٣٣٨) في الأصول: «هزموا»، والتّصويب من الحلل ٢/ ٥١٥.
(٣٣٩) ٢٤ جوان ١٦٨٥ م.