للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملكت القلعة، وبهذه القلعة (٢٦٤) عقارب سود كثيرة تقتل في الحال، فيتحصن من ضررها بشرب نبات الفوليون الحرّاني، وهو بتلك القلعة كثير، فيزعمون أنه ينفع شرب درهمين منه لعام كامل (٢٦٥) فلا يصيب شاربها شيء من ألم تلك العقارب، وأول من بنى هذه القلعة حمّاد (٢٦٦) بن بلقين وإليها تنسب دولة بني حمّاد، وكانت قبل عمارة بجاية دار الملك لبني حمّاد، وفيها كانت ذخائرهم وجميع أموالهم وسلاحهم، وتبقى الحنطة بها إلى سنتين، وبها من الفواكه والنعم (شيء كثير) (٢٦٧) كله رخيص. [وبلادها وجميع ما ينضاف إليها] (٢٦٨) تصلح فيها السوائم لخصبها وإذا كثرت فلاحتها / أغنت وإذا قلّت كفت، وأهلها أبدا شباع، وأحوالهم صالحة، وهي متعلقة بجبل عظيم مطلّ عليها، وقد احتوى سورها المبني على جميع الجبل طولا وعرضا، وفي جنوبها (٢٦٩) أرض سهلة (٢٧٠) لا يرى الناظر فيها جبلا عاليا ولا شارفا إلا على بعيد (٢٧١)، وعلى مسيرة أربع مراحل ترى جبالا لا تتبين أرضها.

ومن مدينة القلعة في جهة الشرق مدينة الغدير وبينهما ثمانية أميال.

وبين الغدير والمسيلة (اثنا عشر ميلا) (٢٧٢).

[وفي الشرقي من مدينة قلعة بني حمّاد مدينة ميلة] (٢٧٣) ومدينة ميلة (٢٧٤) حسنة كثيرة الأشجار والثمار، ومحاسنها ظاهرة ومياهها غدقة وأهلها من أخلاط البربر جملة، وكانت في طاعة يحيى بن العزيز صاحب بجاية.


(٢٦٤) في نزهة المشتاق: «المدينة».
(٢٦٥) في الأصول: «قابل» والمثبت من ن. م.
(٢٦٦) في الأصول: «حمد»، والمعروف حماد بن بلقين بالقاف المعقدة كالجيم المصرية ولذلك تكتب بالقاف أو بالكاف.
(٢٦٧) ما بين القوسين ساقط في ط وش.
(٢٦٨) اضافة من نزهة المشتاق للتدقيق ص: ٨٦.
(٢٦٩) في نزهة المشتاق: «وأمامها في جهة الجنوب».
(٢٧٠) في الأصول: «سهلا».
(٢٧١) عن قلعة بني حماد أنظر النص الكامل في نزهة المشتاق ص: ٨٦.
(٢٧٢) في الأصول: «ثمانية عشر ميلا» والمثبت من ن. م.
(٢٧٣) اضافة من ن. م. للتوضيح اذ أن المؤلف خلط بين ميلة ومسيلة.
(٢٧٤) في الأصول: «مسيلة» والمثبت من ن. م. ص: ٩٤.