للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها ولم يذر، واغتصب عدّة صناديف بها آلات حرب (٥٠٣) وطردهم (٥٠٤)، فلمّا علم بذلك إبراهيم الشّريف ورآى تجرّؤ (٥٠٥) خليل جمع جموعه ونصب ديوانا في شأن تعدي خليل، فكان إتفاق الدّيوان على المدافعة والذّبّ عن المال (٥٠٦)، فتجهّز إبراهيم الشّريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرّضه على النّهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشّريف يطلبون منه الميرة لقحط بلادهم تلك السّنة، فتعلّل إبراهيم الشّريف باشتغاله بالسّفر وعدم حصول الذّخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلمّا جاءهم ذلك جمعوا ديوانا وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشّريف يعطي القمح للنّصارى ويمنع المسلمين فما يريد إلاّ توهين عساكر الجزائر ليتقوّى عليها، فخرج إبراهيم الشّريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة سنة ستّ عشرة ومائة وألف (٥٠٧)، فالتقى الجمعان في إثني عشر من شعبان (٥٠٨)، فلم تكن إلاّ ساعة وانهزم خليل باي وأخذ منه مدفعين (٥٠٩) نحاس وثمان رايات وبغلين محملين (٥١٠) مالا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأسّر منه مثلها، وفرّ خليل هاربا فتبعته خيول إبراهيم / الشّريف فتنكّر ودخل المدينة خائفا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرا لهم (٥١١) فضايق بالبلد أشدّ مضايقة فطلبوا العفو وبذلوا المال (٥١٢)، فأبى وامتنع، فتجدّد الحرب


(٥٠٣) في ش: «الحرب».
(٥٠٤) والسبب أن خليل باي بينه وبين مراد باي مودّة محكمة، وآسفه ما وقع به من فتكة إبراهيم الشّريف، فغضب لذلك وناصب العداوة له كلّ ذلك ليثير غضب إبراهيم الشّريف ليكون هو المبتدئ بالحرب. الإتحاف ٢/ ٨٢.
(٥٠٥) في الأصول: «تجري».
(٥٠٦) «هذا وحاكم الجزائر إذ ذاك يغري خليل باي على تلك التّجرّؤات ويعده أنّه في نصرته، وكذلك يغري إبراهيم الشّريف بمثل ذلك، ومكاتيبه تزرع النصيحة في آذان كلّ من الفريقين بما يثير الفتنة ويوقد نارها، ويطير بأجنحة الحزم شرارها، وكان قهواجي عثمان منفيا بالجزائر بعد أن كان حاكما بطرابلس فجهّزه وأرسله إلى إبراهيم الشّريف إغراء في الحركة، وأرسل إثر ذلك مركبين لإبراهيم الشّريف يطلبهما موسوقين قمحا لأنّهم كانوا في قحط ومجاعة»: الحلل السّندسيّة ٢/ ٦٩٦ - ٦٩٧.
(٥٠٧) في ٢٦ منه / ٢٦ أكتوبر ١٧٠٤ م.
(٥٠٨) من السّنة المذكورة / ١٠ ديسمبر ١٧٠٤ م.
(٥٠٩) في الأصول: «مدفع».
(٥١٠) في الأصول: «بغلان محملان»، وفي الحلل: «وبغلتين بالمال» ٢/ ٦٩٧.
(٥١١) ساقطة من ش وط.
(٥١٢) وذلك بواسطة حسين بن علي كاهية إبراهيم الشّريف: الإتحاف ٢/ ٨٢.