للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأرضنا، أدام الله علاه، ونصره على من ناواه، فسار سيرة (٦١١) آبائه الكرام، وقام بالأمر أحسن قيام، فأمنت البلاد واطمأنّت العباد، وساسهم بلطف، واجتنب الشدّة والعنف، وفّقنا الله وإيّاه لما يحبّه ويرضاه، وأدام الله في أمن وعافية أيّامه، وثبّت على نهج الهدى والتّقوى أقدامه.

ومن مزاياه الجليلة وأخلاقه الجميلة أنّه جمع شمل عترته من إخوته وبني أعمامه وكلّ من ينتمي لنسبه الكريم، وأنزلهم في المقام الأعظم والمبرّة والإحترام، والتّشريف والإكرام، فاتّحدت الكلمة، وتمّت عليهم وعلى الرّعيّة النّعمة، وماتت شياطين الإنس والجنّة، وانقطعت المظالم والظّلمة، وانطفأت (٦١٢) نيران الفتنة، ولله الحمد والمنّة، والصّلاة والسّلام على نبيء الرّحمة، وعلى آله وأصحابه هداة هذه الأمّة، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة والرّحمة (٦١٣). /


(٦١١) في ط: «سريرة».
(٦١٢) في الأصول: «انطفت».
(٦١٣) [ثمّ أدركته منيّته فانتقل إلى رحمة الله تعالى رحمه الله تعالى برحمته الواسعة فكانت وفاته رحمه الله أوّل يوم من شوّال المبارك سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، فكان رحمه الله من يوم توليته دار الملك إلى يوم وفاته ثلاثة وثلاثين سنة إلاّ ثمانية أشهر. تولّى الملك بعده سيدي عثمان باشا باي فأقام في الملك ثلاثة أشهر وإثني عشر يوما من السّنة المذكورة فأدركته منيته فتولّى الملك بعده سيدي محمود باشا باي ابن سيدي محمد باي وهو أمير عصرنا سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف، نصره الله وأدام أيّامه وأيّد بالعدل أحكامه، فهو حليم كريم، أقرّ الله به أعيننا، وأمّن به أوطاننا، فسار على سيرة آبائه الكرام، وأقام بالأمر أحسن القيام، فأمنت البلاد واطمأنّت العباد، وساسهم بلطف، واجتنب الشّدّة والعنف، وفّقنا الله وإيّاه لما يحبّه ويرضاه وهذا آخر ما قصدناه في هذا الكتاب من الكلام في هذا الباب والحمد لله وكفا بالله وكيلا].
هذه الزّيادة موجودة في ط وت وب، وفي مكانها في ش بياض، وقد جعلناها بالهامش لأنّنا أثبتنا في مقدّمة الكتاب أنّ المؤلّف توفّي قبل وفاة حمّودة باشا، وقد تكون هذه الزيادة من ناسخ إعتمدته النّسخ المشار إليها.