للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وكان يحلق رأسه فحلق منه نصفه وبقي نصفه - حمله (١١٠) الفزع على ترك رأسه منصّفا من غير إكمال، وفرّ هو وحريمه وأتباعه (ومماليكه عراة) (١١١) حفاة فلم يهتدوا (١١٢) لزاوية أبي بغيلة إلاّ بعد (التي واللتيا) (١١٣) فقيّده الله في زاوية سيدي علي الكراي - رحمه الله ونفعنا به - (١١٤) وأقام بها أيّاما، وبقيّة فرسان إبن الإنكشاري لمّا وصلوا البلد وجدوا الباب مغلقا فرجعوا للقيروان، وذلك أنّ أهل البلد من شدّة بغضهم في إبن عطية لمّا دخل إبن الإنكشاري خافوا أن يخرج إبن عطية فغلقوا أبواب البلد، ولمّا استقرّ ابن الإنكشاري هجم على إبن عطية فعجز عنه لتحرسه بالبندق.

قال الشّيخ أبو الحسن - رحمه الله تعالى - دخل بعض النّاس على إبن عطية يوم موته فرأى (وجهه منتقعا (١١٥) وصدره مختلجا فقال له: ما لك؟ فقال: أخذتني سنة فرأيت ثلاثة رجال قد دخلوا علي هذه التّربة، فقال أحدهم: كتّفوه، فكتفني واحد. ثم دقّني واحد منهم في هذا الموضع الذي تراه مختلجا، فقلت لهم: من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا عبد القادر الجيلاني، وهذا أبو إسحاق الجبنياني، وهذا الذي دقّك أبو بكر الكرّاي، وجعل الشّيخ الجيلاني ينادي: يا علي يا كراي، فأجابه الشّيخ من القبر، فكان أوّل من ضرب من جماعة إبن عطية هو برصاصة في الموضع الذي اختلج عليه من صدره، ثمّ قتل أتباعه ومماليكه جميعا بالسّيف والبندق وربطت (١١٦) أرجلهم بالحبال وجرّوا بالأزقّة (١١٧) وكان بين دخول حرم الشّيخ وقدوم إبن الإنكشاري خمسة أيّام فمن ثمّ يسمّى الشّيخ أبو الحسن الخموسي (١١٨).


(١١٠) في الأصول: «فحمله».
(١١١) ساقطة من ش.
(١١٢) بعدها في ب: «ففرح بذلك الخاص والعام والكبار والصغار فيا له من يوم عند أهل البلد» وهذه الجملة حشو في غير مكانها.
(١١٣) في ت: «جهد جهيد».
(١١٤) بعدها في ط: الجملة التي نقلناها من «ب» في الهامش الذي قبل السابق.
(١١٥) في ت: «وجهه منتفخ وصدره مختلج»، وفي ب: «وجهه منتقعا وصدره مختلجا»، وفي ط: «وجهه منتقعا منتفضا مختلجا».
(١١٦) في الأصول: «ربط».
(١١٧) بعدها في ط: «قال الشّيخ أبو الحسن: فعوقبوا مثل ما صنعوا واحدة بواحدة والبادئ أظلم، كما تدين تدان، والعبد يجازى بمثل ما صنع، فأخرج من الزاوية هو وأتباعه ومماليكه وقتلا معا بالحديد الخ. نسئل الله السلامة والعافية، ورأى بعض الناس الشيخ في تلك الليلة.
(١١٨) يعرف بهذا اللقب إلى الآن، وبعده في ب: «قال الشيخ أبو الحسن: فرقبوا بمثل ما صنعوا واحدة بواحدة =