للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيضا: ما رأيت بعد سحنون مثل إبنه، قال في المعالم: قال عيسى بن مسكين القاضي:

لمّا وصل كتاب الإمامة (٨٣) الذي ألّفه (٨٤) محمد بن سحنون إلى بغداد كتب بالذهب وأهدي للخليفة اهـ‍ (٨٥).

وأخذ عن عيسى - رحمه الله - جماعة / منهم الشّيخ الصّالح سيدي أبو إسحاق الجبنياني - نفعنا الله به - وأبو حفص عمر بن مثنى صاحب الشّيخ أبي إسحاق، قال الشّيخ أبو إسحاق: أهدى عيسى بن مسكين إلى سحنون عسالج خبّيز فقال سحنون: لو علمت لك للقيتك بموضع كذا وكذا، قال: وعلى مزبلة سحنون من الخبّيز كثير لأن فعل سحنون ذلك بعيسى فرحا به ومودة.

قال الشّيخ أبو القاسم اللبيدي (٨٦): أخبرني أبو حفص عمر بن مثنى عن أبي الحارث ليث بن محمد بن صفوان عن عيسى بن مسكين عن سحنون أنّه كان إذا رأى إعراض الجاهل عن العلماء يقول:

[الوافر]

لمنزلة الفقيه من السّفيه ... كمنزلة السّفيه من الفقيه

فهذا زاهد في رأي هذا ... وهذا أشدّ زهدا منه فيه (٨٧)

إذا غلب الشّقاء على السّفيه ... تقطع من مخالفة الفقيه

وممّن (٨٨) أخذ عن عيسى محمّد بن أحمد بن تميم، وكذا أخذ عنه أبو العبّاس أحمد (٨٩) بن تميم بن أبي العرب فإنه لقي عيسى وأخذ حديثه عن أبيه أبي العرب، وممّن أخذ عنه مروان إبن نصر بن حبيب، كما سمع منه أيضا أبو محمّد عبد الله إبن قاسم مسرور التّجيبي المشهور بالحجّام، وحدّث عنه بالإجازة أبو القاسم زياد بن يونس


(٨٣) في الأصول: «ألف».
(٨٤) في ت: «الأمة».
(٨٥) معالم الإيمان ٢/ ١٢٧.
(٨٦) في مناقب أبو إسحاق الجبنياني ص: ٤٦. وأبو القاسم اللبيدي (٣٦٠ - ٤٤٠/ ٩٧١ - ١٠٤٨) هو عبد الرّحمان بن محمد بن عبد الرّحمان الحضرمي اللبيدي نسبة إلى لبيدة كان له إعتقاد في الصّالحين يزورهم في السّاحل، ويبحث عن مناقبهم وأحوالهم، أنظر المراجع التي تخصّه في تراجم المؤلّفين التّونسيين ٤/ ٢١٠.
(٨٧) في بعض نسخ المناقب «وهذا فيه أزهد من فيه».
(٨٨) في ش: «من».
(٨٩) ساقطة من ش وب.