للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا الجبل كثير من العقارب صفر اللون، إلاّ أنّ ضررها قليل.

ومدينة بجاية كانت مدينة الغرب الأوسط وعين بلاد بني حمّاد، والسفن إليها مقلعة، وبها القوافل وإليها منحطّة، والأمتعة إليها برّا وبحرا مجلوبة، والبضائع بها نافقة، وأهلها مياسير تجّار، وبها من الصّناعات والصنائع ما ليس بكثير من البلاد، وأهلها يجانسون تجّار الغرب الأقصى، وتجّار الصحراء وتجّار المشرق، وبها تحل الشدود وتباع البضائع بالأموال المقنطرة، ولها بواد ومزارع، والشعير والحنطة بها كثير، والتين وسائر الفواكه بها ما يكفي لكثير البلاد وبها دار صناعة لإنشاء الأساطيل للقتال، ولإنشاء السفن الحمّالة، والمراكب النقّالة، لأن الخشب في جبالها (٣٥٠) وأوديتها كثير موجود، ويجلب إليها من أقاليمها / الزّفت البالغ الجودة والقطران، وبها معادن الحديد الطيّب، موجودة ممكنة، وبها من الصناعات كل غريبة ولطيفة وعلى بعد ميل منها نهر يأتيها من جهة المغرب من نحو جبال جرجرة، وهو نهر عظيم يجتاز عند فم البحر [بالمراكب] (٣٥١) وكلّما بعد عن البحر كان ماؤه قليلا فيجوزه كل من شاء في كل موضع (منه وقد انمحى في هذه الأعصار أكثر معالمها، واندرس جل مفاخرها وانتقل جميع مآثرها لمدينة الجزائر، فهي اليوم الجامعة لجميع ما ذكر لبجاية وزيادة فوق ذلك) (٣٥٢) وبجاية قطب لكثير من البلاد وذلك (من (٣٥٣) بجاية إلى أيكجان) (٣٥٤) يوم وبعضه.

ومن بجاية إلى بلزمة مرحلتان وبعض.

ومن بجاية إلى سطيف يومان.

وبين بجاية وباغية ثمانية أيام.

وبين بجاية وقلعة بشر خمسة أيام. وهي من أعمال (٣٥٥) بسكرة.

وبين بجاية وتيفاش ست مراحل.


(٣٥٠) في الأصول: «واديها» والمثبت من ن. م. ص: ٩١.
(٣٥١) اضافة من ن. م. للتدقيق. ص: ٩١.
(٣٥٢) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٣٥٣) كذا في ش وط ونزهة المشتاق، وفي ت: «. . . أن بجاية بينها وبين أريحان. . .».
(٣٥٤) في الأصول: «أريحان» والمثبت من ن. م.
(٣٥٥) في ن. م: «عمالة».