للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أتباعه جدّا وأحدث أوزانا فجمع النّاس عليه (٥٧٤) وله اقتدار على جلب الخلق مع خفّة ظاهرة، قال: وله تصانيف منها: «الباعث على الخلاص في أحوال الخواص»، و «الكوثر المترع من الأبحر الأربع» (٥٧٥) وديوان شعر (٥٧٦) وموشّحات (٥٧٧) كثيرة، قال:

وشعره يتعلّق بالإتحاد المفضي إلى الإلحاد كنظم (٥٧٨) أبيه، وفي آخر عمره (٥٧٩)، نصب بداره منبرا وصار يصلّي بها (٥٨٠) الجمعة مع كونه (٥٨١) مالكيا وقال في معجمه: اشتغل بالأدب والعلوم وتجرّد مدّة، ثم انقطع، ثمّ تكلّم على النّاس، ورتّب لأتباعه أذكارا بتلاحين مطبوعة إستمال / بها قلوب العوام ونظم ونثر، وصحبه يتغالون في محبّته وتعظيمه ويفرطون في ذلك اهـ‍.

قال: ودأب إبن حجر أنّه إذا ذكر أحدا من الطّائفة لا يبقي ولا يذر، والله يغفر لنا وله، وقال المقريزي (٥٨٢): كان جمال الطريقة، مهابا معظّما، صاحب كلام بعيد، ونظم جيّد سريع، وتعدّدت أتباعه ودانوا بحبّه، واعتقدوا أنّ رؤيته عبادة، وتبعوه في أقواله وأفعاله وبالغوا في ذلك مبالغة مفرطة، وسمّوا ميعاده الشهود، وبذلوا له رغائب أموالهم هذا مع تحجّبه وتحجّب أخيه أحمد التّحجّب الكثير إلاّ عند عمل الميعاد والبروز لقبر أبيهم وتنقّلهم في الأماكن، بحيث نالا من الحظ ما لم يصل إليه من هو في طريقتهم حتّى مات بمنزلتهم في الرّوضة سنة سبع وثمانمائة (٥٨٣)، ودفن عند أبيه.

قال: ولم أر جنازة عليها من الخير كجنازته، وأصحابه أمامه يذكرون بطريقة تلين لها قلوب الجفاة.


(٥٧٤) في المصدر السّالف: «له أتباع وأحدث ذكرا بألحان وأوزان فجمع النّاس عليه، وكان له نظم كثير واقتدار على جمع الخلق».
(٥٧٥) وهو كتاب في الفقه.
(٥٧٦) ذكره في أواخر ترجمته ولم يذكره عند سرد مؤلّفاته.
(٥٧٧) كلمة كثيرة زائدة بل جاء بعد موشّحات: «وفصول ومواعظ».
(٥٧٨) وكذا نظم.
(٥٧٩) أمره.
(٥٨٠) زائدة.
(٥٨١) مع أنّه مالكي المذهب يرى أنّ الجمعة لا تصحّ في البلد ولو كبر إلاّ في الجامع العتيق.
(٥٨٢) في ش: «المغزيزي»، وفي ب: «المقزيزي»، ولعلّه ترجم له في المقفى وهو مخطوط إذ لم نجد له ترجمة في الخطط.
(٥٨٣) ١٤٠٤ - ١٤٠٥ م ونرجم له الشّعراني في الطّبقات الكبرى وأورد كثيرا من كلامه ٢/ ٢٢ - ٦٥.