للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الرّابع، وكذلك الحافظ إبن حجر أخرج العشاريات (٧٨٧) وبيني وبينه ثلاثة (٧٨٨).

وأخرج حديثا منها إلى السّيوطي مسندا إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

«طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني» (٧٨٩) اهـ‍.

ومن اعتنائه بأخذ طريق القوم أن تلقّى عن الإمام الجليل المربّي سيف السّنّة سيدي محمّد بن ناصر الدّرعي ورد الذّكر، وهو أن تستغفر الله كلّ يوم مائة مرّة، وتصلي على النبيّ صلّى الله عليه وسلم مائة مرّة، وتهلّل بأن تقول: لا إلاه إلاّ الله ألف مرّة إن أمكن بعد صلاة الصّبح وهو الأولى وإلاّ ففي بقيّة الدورة إلى الفجر، وإن طلع فجر اليوم الثّاني فاقض بعده ولا تتركه اهـ‍.

قال: قلت وزاد شيخنا سيدي حسن اليوسي، تلميذ سيدي محمّد بن ناصر الدّرعي، وصاحب حاشية الكبرى (٧٩٠) في الورد المذكور أن تقول: لا إلاه إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، مائة مرّة قبل التّهليل المطلق، سمعته منه حين التقيت (٧٩١) به في مصر سنة طلوعه للحجّ سنة إثنتين ومائة وألف، وامتدح سيدي علي بن خليفة المذكور شيخه النّوري بقصيدة بليغة وكذا غيره من / تلاميذه، ومن غرر ما مدح به قصيدة الشّيخ سيدي محمد إبن المؤدّب الشّرفي (٧٩٢) - رحمه الله تعالى - وهي هذه:

[الطويل]

ألا قل لمن قد ضلّ عن طرق الهدى ... وحاد عن النّهج القويم وحيّدا

وأصبح في تيه الجهالة هائما ... يروح ويغدو مثل من راح واغتدى


(٧٨٨) في الأصول: «العشريات»، واسمها النادريات من العشاريات وهي ثلاثة أحاديث خرجها من معجم الطبراني وقعت له عشاريات وهي رسالة في نحو ورقتين أثبتها بتمامها الشيخ أبو سالم العياشي «صاحب الرحلة» آخر ثبته «مسالك الهداية». أنظر الفهارس، طبع بيروت، ٢/ ٦٨٦ - ٦٨٧.
(٧٨٩) نصّ حديث أنس: «طوبى لمن رآني وآمن بي مرّة، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرّات، أخرجه الإمام أحمد في المسند والبخاري في التّاريخ وابن حبّان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن أبي أسامة الباهلي، والإمام أحمد في المسند عن أنس وهو حديث صحيح (أنظر فيض القدير ٤/ ٢٧٩). نصّ الحديث الذي ذكره المؤلف أخرجه عبد بن حميد في مسنده عن أبي سعيد الخذري وابن عساكر في تاريخه عن وائلة بن الأسقع وهو حديث حسن، أنظر فيض القدير ٤/ ٢٨٠.
(٧٩٠) أي العقيدة الكبرى للسنوسي فالكبرى صفة حذف موصولها.
(٧٩١) الضّمير يعود إلى الشّيخ علي بن خليفة لا إلى شيخه النّوري.
(٧٩٢) أنظر ديوانه تحقيق محمد محفوظ ص: ٤١ - ٤٢.