للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتب السّماوية الدّالة على صدق نبيّنا ومولانا محمّد صلّى الله عليه وسلم المقويّة للأدلّة العقلية المصحّح جميعها للإعتقاد المطابق للنّطق بالشهادة عن يقين.

وكان لمجلس وعظه رونق زائد تذرف منه عيون الجفاة (٨٥٤)، وكان مقرّه بزاوية الأستاذ الصّفّار، قلّ ما يفارقها (٨٥٥)، يدخلها من (٨٥٦) نصف الليل فيشتغل بما تيسّر من صلاة وتلاوة ونشر علم إلى صلاة الصّبح، فإذا فرغ من صلاة الصّبح شرع في أنواع الذكر إلى الزروق (٨٥٧)، فان حضر من يتعلم علّمه (٨٥٨) وإلاّ ذهب لبيته إلى أذان صلاة الظهر، فيأتي للمسجد الأعظم لتجويد القرآن العظيم إلى الصلاة، فيخرج للزّاوية فيصلّي بها الظهر ويقبل على نشر العلم إلى استيفاء بقيّة الصّلوات لأوقاتها، ويزيد بعد العشاء الأخيرة ما تيسّر من علم وتلاوة، ثمّ يرجع إلى بيته ويكون (٨٥٩) عشاؤه بالزّاوية أو لمّا يرجع لبيته.

وكان في أوان (٨٦٠) قراءته على الشّيخ النوري وهو صغير السّنّ يحضر عقيدة الشّيخ، / فقال الشّيخ في بعض الأيام: هذه العقيدة أقعد من صغرى الشّيخ السنوسي (من حيث أنّي (٨٦١) كلّما ذكرت عقيدة) (٨٦٢) أتبعتها بدليلها، وأمّا الصغرى فإنّ الشّيخ السنوسي ساق عقائدها مجرّدة، وبعد استيفائها أتبعها بالأدلّة على طريق اللّفّ والنشر المرتّب.

وكان الشّيخ رمضان مكفوف البصر فقال خفية بصوت خفي ظنّ أن لا أحد يسمعه: أتتشبهين بالحرائر يا لكّاع؟ فسمعها منه الشّيخ فغضب عليه ومنعه من الحضور لدرسه، فاستعفى فلم يعفه، فلمّا أيس سافر إلى تونس فتعلّم منها ما تيسر من علوم المعقول وغيره، ولم يزل يستشفع عند الشّيخ بأخيار النّاس حتّى قبل الشّفاعة فيه فعفا (٨٦٣)


(٨٥٤) في ط: «الجمادات».
(٨٥٥) في ش: «يفارقه».
(٨٥٦) ساقطة من ط.
(٨٥٧) كلمة دارجة معناها طلوع الشمس.
(٨٥٨) في ط: «العلم».
(٨٥٩) في ط: «وكان».
(٨٦٠) في ط: «أول».
(٨٦١) في ت: «التي».
(٨٦٢) ما بين القوسين ساقط من ط.
(٨٦٣) في ش: «فعفى».