وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُون (٤٤)} [البقرة]. أفلا يكون لكم عقول تدركون بها خطأكم وضلالكم؟ !
خامسًا: قد يُعطَى الإنسان القوة والذكاء والعقل، ولكن لا يوفَّق للَّهداية، وأمثلة هذا كثيرة، فأصحاب المخترعات العظيمة: كالكهرباء، والطائرات، والقنابل النووية، وغيرها كثيرمنهم من غير المسلمين: كاليهود والنصارى والملاحدة، بل ذكر اللَّه عن قوم عاد: أنهم كانوا أصحاب قوة وذكاء، بَنَوْا حضارة من أحسن الحضارات، قال تعالى عنها: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد (٨)} [الفجر]. لكنهم لما جحدوا بآيات اللَّه، ما نفعتهم عقولهم ولا قوَّتهم، بل صارت وبالاً عليهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (٢٦)} [الأحقاف].
والحمد للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.