للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإدراك والفهم (١).

ثانيًا: ليس كل من ادَّعى العقل يعتبر عاقلاً، فقد يدَّعيه من هو سفيه أو أحمق، فالعاقل - كما تقدَّم -: من ترفَّع عن السفاهات والمعاصي وخوارم المروءة كلها، وسَما بنفسه إلى الطاعات ومكارم الأخلاق.

قال ابن حبان - بعد ما ذكر أقوال العلماء في تعريف المروءة -: والمروءة عندي خصلتان: اجتناب ما يكره اللَّه والمسلمون من الفعال، واستعمال ما يحب اللَّه والمسلمون من الخصال، واستعمالهما هو العقل نفسه، وقد ورد في الأثر: إن مروءة المرء عقله (٢).

ثالثًا: قد يكون الإنسان ذكيًّا، ولكنه ليس بعاقل؛ فالذكاء: هو سرعة البديهة والفهم، والعقل: ما حجز الإنسان عن فعل ما لا ينبغي.

رابعًا: العقل نوعان؛ قال الشيخ ابن عثيمين: العقل هو مناط التكليف، وهو إدراك الأشياء وفهمها، وهو الذي تكلَّم عليه الفقهاء في العبادات والمعاملات وغيرها، وعقل الرشد: وهو أن يحسن الإنسان التصرف، وسمَّى إحسان التصرف عقلاً؛ لأن الإنسان عقل تصرفه بما ينفعه (٣).

قال تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (٧٣)} [البقرة]. وقال تعالى: {أَتَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ


(١) الرحلة إلى أفريقيا / ص: ٢٥ - ٢٩ باختصار.
(٢) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/ ص: ٢٣٢.
(٣) تفسير سورة البقرة (١/ ١٥٨) للشيخ ابن عثيمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>