للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ابن جرير في تفسيره من حديث ابن عباس رضي اللهُ عنهما قال: عُرِض على رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما هو مفتوح على أمَّته من بعده كنزًا كنزًا، فسُرَّ بذلك، فأنزل اللَّه: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥)}؛ فأعطاه في الجنة ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم (١). قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، ومثل هذا ما يقال إلا عن توقيف (٢)؛ ثم قال تعالى - يعدد نعمته على عبده ورسوله محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦)}: وذلك أن أباه توفي وهو حمل في بطن أمه، وقيل: بعد أن ولد عليه السَّلام، ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب، وله من العمر ست سنين. ثم كان في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، ثم لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقره ويكف عنه أذى قومه، بعد أن بعثه اللَّه على رأس أربعين سنة من عمره هذا، وأبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان، وكل ذلك بقدره وحسن تدبيره، إلى أن توفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل؛ فأقدم عليه سفهاء قريش وجهالهم، فاختار اللَّه له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى اللَّه سنته على الوجه الأتم الأكمل، فلما وصل إليهم آوَوه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، وكل هذا من حفظ اللَّه له، وكلاءته وعنايته به (٣).


(١) (١٢/ ٦٢٤) برقم ٣٧٥١٣.
(٢) تفسير ابن كثير (١٤/ ٣٨٣).
(٣) تفسير ابن كثير (١٤/ ٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>