للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: «وَبُيُوتُهُنَّ خَيرٌ لَهُنَّ» (١)؛ وقال مجاهد: كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ تَمشِي بَيْنَ يَدَيِ الرِّجَالِ، فَذَلِكَ تَبَرُّجُ الْجَاهِلِيَّةِ (٢).

روى البخاري ومسلم من حديث عقبة بن عامر رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ» (٣)؛ والحمو: هو قريب الزوج، شبَّهه النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالموت: لخطورته وتساهل الناس فيه.

وإذا كان الرجال ممنوعين من الدخول على النساء، وممنوعين من الخلوة بهن بطريق الأَولى، كما ثبت بأحاديث أُخَر، صار سؤالهنَّ متاعًا لا يكون إلا من وراء حجاب، ومن دخل عليهنَّ فقد خرق الحجاب (٤).

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: وكان النساء في عهد النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يختلطن بالرجال لا في المساجد ولا في الأسواق الاختلاط الذي ينهى عنه المصلحون اليوم، ويرشد القرآن والسنة وعلماء الأمة إلى التحذير منه حذرًا من فتنته، بل كان النساء في مسجده صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصلين خلف الرجال في صفوف متأخرة عن الرجال، وكان يقول: «خَيرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» (٥)، حذرًا من افتتان آخر صفوف الرجال


(١) مسند الإمام أحمد (٩/ ٣٤٠) برقم ٥٤٧١، وقال محققوه: حديث صحيح.
(٢) تفسير ابن كثير (١١/ ١٥١).
(٣) ص: ١٠٣٥ برقم ٥٢٣٢، وصحيح مسلم ص: ٨٩٦ برقم ٢١٧٢.
(٤) حراسة الفضيلة/ للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، ص: ٦٣.
(٥) ص: ١٨٦ برقم ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>