ذكر أهل التفسير أن اللَّه بعث يونس إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إلى اللَّه عزَّ وجلَّ فكذبوه، وأصروا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم فركب سفينة في البحر، فلجَّت واضطربت وماجت بهم، وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون؛ فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا فمن وقعت عليه القرعة القوه من السفينة ليتخففوا منه، فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي اللَّه يونس فلم يسمحوا به، فلما عادوها ثانية فوقعت عليه أيضًا، فشمر ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه فأبوا عليه ذلك، ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضًا لما يريده اللَّه به من الأمر العظيم، وبعث اللَّه عزَّ وجلَّ حوتًا عظيمًا من البحر فالتقمه، وأمره اللَّه تعالى أن لا يأكل له لحمًا ولا يهشم له عظمًا فليس له برزق، فأخذه فطاف به البحر، ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات فحرك جوارحه فتحركت، فإذا هو حي فخر للَّه ساجدًا وقال: يا رب اتخذت لك مسجدًا، لم يعبدك أحد في مثله، فأمر اللَّه الحوت فقذفه في أرض خالية من كل أحد ومن الأشجار والظلال، وهو مريض بسبب حبسه في بطن الحوت، حتى صار مثل الفرخ الممعوط