للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البيضة؛ وأنبت اللَّه عليه شجرة تظله بظلالها الظليل وهي باردة، ثم لطف به فأرسله إلى مئة ألف من الناس أو يزيدون، فدعاهم إلى اللَّه فآمنوا، فصاروا في موازين أعماله، فمنعهم اللَّه بأن صرف عنهم العذاب بعدما انعقدت أسبابه.

من الدروس والعبر المستفادة من هذه القصة العظيمة:

أولاً: أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَاّ إِلَهَ إِلَاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين (٨٧) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِين (٨٨)} [الأنبياء].

قال المفسرون: الظلمات ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت.

قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦)} [الشرح]. قال الشاعر:

ولَرُبَّ نَازِلةٍ يضيقُ بها الفتى ذرعًا ... وعندَ اللَّه مِنْهَا المخرجُ

ضاقتْ فَلَمَّا استَحْكَمَت حَلَقَاتُها ... فُرِجَتْ وَكَانَ يَظُنُّهَا لا تُفْرَجُ

ثانيًا: أن تقوى اللَّه نجاة للعبد في الدنيا والآخرة {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِين (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون (١٤٤)} [الصافات]. وقال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق].

<<  <  ج: ص:  >  >>