للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَوْطِنِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» (١).

وقال عمر: لو نادى منادٍ من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلًا واحدًا، لخفت أن أكون أنا هو.

وخرج عمر يومًا إلى السوق ومعه الجارود، فإذا امرأة عجوز فسلَّم عليها عمر فردَّت عليه، وقالت: هيه يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ تصارع الصبيان، فلم تذهب الأيام حتى سمعت عمر ثم قليل فسمعت أمير المؤمنين، فاتق اللَّه في الرعية، واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت، فبكى عمر، فقال الجارود: لقد أجترأت على أمير المؤمنين وأبكيته، فأشار إليه عمر أن دعها، فلما فرغ قال: أما تعرف هذه؟ قال: لا. قال: هذه خولة ابنة حكيم التي سمع اللَّه قولها، فعمر أحرى أن يسمع كلامها - أشار إلى قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير (١)} [المجادلة]-.

وقال عمر رضي اللهُ عنه لما طعن: لو أن لي طلاع الأرض ذهبًا، لافتديت به من عذاب اللَّه عزَّ وجلَّ قبل أن أراه (٢)؛ وقال عمر بن عبد العزيز: من خاف اللَّه أخاف اللَّه منه كل شيء، ومن لم يخف اللَّه خاف من كل شيء.

وبكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني غدًا


(١) ص: ١٧٧ برقم ٩٨٣، وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي (١/ ٢٨٩) برقم ٧٨٥.
(٢) صحيح البخاري ص: ٧٠٥ رقم ٣٦٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>