للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا للَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا» (١).

وفي الصحيحين أن عمر رضي اللهُ عنه صعد إلى مشربة النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا آلى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من نسائه، فرآه متكئًا على رَمْل حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ بجَنْبِهِ، فابتدرت عيناه بالبكاء وقال: يا رسول اللَّه هذا كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت صفوة اللَّه من خلقه؟ ! وكان رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم متكئًا فجلس، وقال: «أَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ ! » ثم قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» وفي رواية: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟ ! » (٢).

خامسًا: الترغيب في الآخرة والزهد في الدنيا؛ قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١)} [طه]. وقال تعالى: {وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِين (٣٥)} [الزخرف].

سادسًا: بيان حقارة الدنيا وهوانها على اللَّه؛ روى الترمذي في سننه من حديث سهل بن سعد رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» (٣).


(١) ص: ١١٢٩ برقم ٢٨٠٨.
(٢) جزء من حديث ص: ٩٦٨ برقم ٤٩١٣، وصحيح مسلم ص: ٥٩٥ برقم ١٤٧٩.
(٣) ص: ٣٨٣ برقم ٢٣٢٠، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٢٦٩) برقم ١٨٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>