للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥)} [مريم] (١).

قال يزيد بن المهلب: ما يسرني أن كُفيت أمر الدنيا كله لئلا أتعود العجز (٢).

والكسل على قسمين:

الأول: كسل العقل بعدم أعماله في التفكر والتدبر والنظر إلى آلاء اللَّه ونعمه العظيمة، قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران: ١٩١]. وقال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين (١١)} [الأنعام]. ومن كسل العقل عدم أعماله بما يصلحه من شؤون الدنيا كالزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من الحرف وما تأخرت الأمم إلا بكسل أصحاب العقول فيها وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرة التي أودعها اللَّه فيهم.

الثاني: كسل البدن: بما يشتمل عليه من الجوارح وينتج عن هذا الكسل تقصير بعض الأفراد في العبادات كأداء الصلوات في بيوت اللَّه والدعوة إلى اللَّه وطلب العلم الشرعي وغير ذلك من الطاعات (٣). روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد اللَّه قال: ذكر عند النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: رجل نام ليلة حتى أصبح قال: «ذَاكَ


(١) الذريعة إلى مكارم الشريعة ص: ٣٨٣.
(٢) المصدر السابق.
(٣) انظر الذريعة إلى مكارم الشريعة ص: ٣٨٢ - ٣٨٤ بتصرف. واختصار، نقلاً عن كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (١١/ ٥٤٣٨ - ٥٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>