للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَلِيم (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون (٨٣)} [يس].

قال بعضهم: لو رام أعلم البشر وأفصحهم وأقدرهم على البيان أن يأتي بأحسن من هذه الحجة أو بمثلها بألفاظ تشابه هذه الألفاظ في الإيحاز ووضع الأدلة وصحة البرهان ما قدر (١).

قال الطحاوي رحمه الله: والقول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء: إن الأجسام تتقلب من حال إلى حال فتسحيل تراباً ثم ينشئها اللَّه نشأة أخرى كما استحال في النشأة الأولى، فإنه كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة ثم صار عظاماً ولحماً ثم أنشأه خلقاً سويًّا كذلك الإعادة يُعيده اللَّه بعد أن يبلى كله إلا عجب الذنب وهو عظم لطيف في أصل الصلب وهو رأس العصعص (٢).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَاكُلُهُ التُّرَابُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ» (٣).

قد يقول قائل: ربما يُؤكل الإنسان من قبل السباع أو الحيتان في البحر أو يحترق تماماً فلا يبقى من جسده شيء فما الجواب عن ذلك؟ فيقال: إن الأمر هين على اللَّه يقول: كن فيكون


(١) العقيدة الطحاوية ص: ٤٦٠.
(٢) العقيدة الطحاوية ص: ٤٦٣.
(٣) صحيح مسلم ص: ١١٨٦ برقم ٢٩٥٥ واللفظ له، وصحيح البخاري ص: ٩٧٦ برقم ٤٩٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>