للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدرة اللَّه فوق ما نتصوره واللَّه على كل شيء قدير، روى البخاري في صحيحه من حديث حذيفة أن رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي فَامْتُحِشَتْ فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا فَاذْرُوهُ فِي الْيَمِّ فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ مِنْ خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ» (١).

قال عبد اللَّه الأندلسي:

والبعثُ بعدَ الموتِ وَعْدٌ صادقٌ ... بإعادةِ الأرواحِ فِي الأبدانِ

وقال أبو تمام:

فَيَا لَيْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَوْتِي وَمَبْعَثِي ... أَكوُن رُفاتاً لا عَلَيَّ وَلَا لِيَا

فإذا آمن المؤمن وصدق بالبعث بعد الموت وهو ركن من أركان الإيمان الستة وأن اللَّه على كل شيء قدير، كما قال تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَاّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير (٢٨)} [لقمان]. حاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة واستعد للقاء اللَّه، قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون (٩٣)} [الحجر]. وقال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون (٢٤)} [الصافات].

روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزه الأسلمي أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمُرِهِ


(١) ص: ٦٦٥ رقم ٣٤٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>