للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسلِمٍ» (١).

روى الحاكم من طريق طارق بن شهاب أن عمر كتب إلى أبي عبيدة لما انتشر الطاعون: إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها، فعجل إلي فلما قرأ الكتاب، قال: عرفت حاجة المؤمنين أنه يريد أن يستبقي من ليس بباق، فكتب: إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم، فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة؟ قال: لا، وكأن قد (٢). وقد حصلت لأبي عبيدة كرامة له ولجيشه، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر أنه قال: بعث النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعثاً قبل الساحل فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاث مئة وأنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع ذلك كله، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلاً قليلاً حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة، فقلت: وما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظَّرب، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فَنُصبا ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما فلم تصبهما (٣).

وكانت وفاته سنة ثماني عشرة من الهجرة وله ثمان وخمسون


(١) ص: ٥٤٦ برقم (٢٨٣٠)، وصحيح مسلم ص: ٧٩٤ برقم ١٩١٦.
(٢) (٣/ ٢٩٤) برقم ٥١٤٦، قال الذهبي: هو على شرط البخاري ومسلم.
(٣) ص: ٤٧٠ برقم ٢٤٨٣، صحيح مسلم ص: ٨٠٢ برقم ١٩٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>