للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البراء أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» (١).

وبعد استشهاد جعفر ورجوع الجيش إلى المدينة دخل النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أسماء بنت عميس زوجة جعفر ودعا بأبناء جعفر فشمهم وقبلهم وذرفت عيناه من الدموع حزناً على أخيه جعفر فقالت أسماء: يا رسول اللَّه هل بلغك عن جعفر شيء؟ قال: «نَعَم، قُتِلَ» فقامت تبكي فقال: «لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ».

ثم قال: «ادْعُوا لِي ابْنَيْ أَخِي» قال عبد اللَّه بن جعفر: فجيء بنا كأنا أُفْرُخ، فقال: «ادْعُوا لِي الْحَلَّاقَ» فجيء بالحلاق، فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد، فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد اللَّه، فشبيه خَلْقي وخُلُقي، ثم أخذ بيدي، فأشالها (٢). فقال: «اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ» قالها ثلاث مرار، قال: فجاءت أُمُّنا، فذكرَتْ لَهُ يُتمَنَا وجعلَتْ تُفْرِحُ له (٣)، فقال: «الْعَيْلَةُ (٤) تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ! » (٥).

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد اللَّه بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر حين قتل، قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «اصنَعُوا لِآلِ جَعفَرَ


(١) ص: ٥١٥ برقم ٢٦٩٩.
(٢) أي: رفعها.
(٣) قال ابن الأثير في النهاية (٣/ ٤٢٤): إن كانت بالحاء فهو من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح وأفرحه الدين إذا أثقله، وإن كانت بالجيم فهو من المفرج الذي لا عشيرة له فكأنها أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة له.
(٤) العيلة: الفقر والفاقة والحاجة.
(٥) (٣/ ٢٨٠) برقم ١٧٥٠ وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم من قوله: لا تبكوا على أخي.

<<  <  ج: ص:  >  >>