للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المائدة] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَم يَزَالُوا مُرتَدِّينَ عَلَى أَعقَابِهِم مُنذُ فَارَقتَهُم» (١).

ثانياً: أن اللَّه سبحانه وتعالى أعظم شيء شهادة كما قال سبحانه: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لَاّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون (١٩)} [الأنعام]. قال ابن جرير: يقول اللَّه تعالى ذكره لنبيه محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يكذبون ويجحدون بنبوتك من قومك: أي شيء أعظم شهادة وأكبر؟ ثم أخبرهم بأن أكبر الأشياء شهادة هو اللَّه الذي لا يجوز أن يقع في شهادته ما يجوز أن يقع في شهادة غيره من خلقه من السهو والخطأ والغلط والكذب (٢).

ثالثاً: شهد اللَّه سبحانه وتعالى لنفسه بأنه واحد أحد، فرد صمد لا شريك له ولا وزير ولا ند ولا نظير، وشهدت ملائكته وأولو العلم بذلك كما في قوله جل شأنه: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم (١٨)} [آل عمران]. فتضمنت الآية أعظم شهادة من أعظم شهيد.

رابعاً: أن اللَّه تعالى هو الشهيد على أفعال العباد وأقوالهم ويتجلى ذلك يوم القيامة عند محاسبتهم وتقرير أحوالهم. روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك قال: كنا عند رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضحك فقال: «هَل تَدرُونَ مِمَّ أَضحَكُ؟ » قال: قلنا: اللَّه ورسوله


(١) ص: ٨٨٠ برقم ٤٦٢٥، وصحيح مسلم ص: ١١٤٧ برقم ٢٨٦٠.
(٢) تفسير ابن جرير (٥/ ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>