للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسوى ثيابه (قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد) فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ؟ ! » (١).

وقد اشتهر رضي اللهُ عنه بالكرم والإنفاق في سبيل اللَّه وقد تقدم ذكر شيء من ذلك.

أما عبادته فقد كان صواماً قواماً، قال ابن عمر في قول اللَّه تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: ٩]: ذاك عثمان، قال حسان بن ثابت رضي اللهُ عنه:

ضَحَّوا بِأشْمَطَ عُنْوانُ السجودِ به

يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناً

ومن أقواله العظيمة التي تدل على ورعه وتقواه أنه كان يقول: ما زنيت ولا سرقت لا في جاهلية ولا في إسلام.

وقد قُتل رضي اللهُ عنه سنة خمس وثلاثين من الهجرة محصوراً في داره في الفتنة المشهورة وقد جاوز الثمانين من عمره.

وقد ضحى بنفسه وقتل شهيداً مظلوماً، وكان باستطاعته أن يستعين بالصحابة للدفاع عنه، ولكنه لم يرغب أن تراق قطرة دم من


(١) ص: ٩٧٧ برقم ٢٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>