يخبر تعالى عن حال قارون وما فعل وما فُعل به وأنه كان من بني إسرائيل الذين فُضِّلوا على العالمين ولكنه بغى على قومه وطغى بما أُوتيه من الأموال العظيمة المطغية، وأعطاه اللَّه من كنوز الأموال شيئاً كثيراً ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة والعصبة من العشرة إلى التسعة إلى السبعة ونحو ذلك أي حتى إن مفاتح خزائن أمواله لتثقل الجماعة القوية عن حملها أي هذه المفاتيح فما ظنك بالخزائن؟ وقال له قومه: لا تفرح بهذه الدنيا العظيمة وتفتخر بها، فإن اللَّه لا يحب الفرحين بها، {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} فلا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعاً، بل أنفق لآخرتك، واستمتع بدنياك وأحسن إلى عباد اللَّه {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ} بالتكبر والعمل بمعاصي اللَّه ورد قارون على قومه قائلاً: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} أي: إنما أدركت هذه الأموال بكسبي ومعرفتي بوجوه المكاسب «وخرج ذات يوم على قومه بأحسن هيئة» جمعت زينة الدنيا وبهجتها وغضارتها {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم (٧٩) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} الذين عرفوا حقائق الأشياء ونظروا إلى باطن الدنيا {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ} العاجل من لذة العبادة ومحبته والإنابة والإقبال عليه والآجل من الجنة وما فيها خير مما تمنيتم ورغبتم فيه ولا يوفق لذلك إلا الصابرون.
فلما انتهت بقارون حالة البغي والفخر وازينت الدنيا عنده