للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن عمر خير من أبي موسى، فعمر أفضل من أبي موسى لأن مقام الخوف أفضل من مقام الرجاء، فالعلم محيط بالآدمي لا يخلو عن تقصير ما في كل ما يريد من الخير وإنما قال ذلك عمر هضماً لنفسه وإلا فمقامه في الفضائل والكمالات أشهر من أن تذكر (١). اهـ.

قال ابن القيم رحمه الله: والمراد أن المؤمن يخفي أحواله عن الخلق جهده كخشوعه وذله وانكساره لئلا يراها الناس فيعجبه اطلاعهم عليها، ورؤيتهم لها، فيفسد عليه وقته وقلبه وحاله مع اللَّه، وكم قد اقتطع في هذه المفازة من سالك؟ والمعصوم من عصمه اللَّه فلا شيء أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل؟ وأنه لا شيء، وأنه ممن لم يصح له بعد الإسلام حتى يدعي الشرف فيه ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من ذلك أمراً لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيراً: ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت:

أنا المُكَدِّي وابنُ المُكَدِّي

وهَكَذا كانَ أَبِي وجَدِّي

وكان إذا أُثني عليه في وجهه يقول: إني إلى الآن أُجدد إسلامي في كل وقت وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً (٢).

ومن الناس إذا نصحته في أمر ما قال: نحن أحسن من غيرنا بكثير غيرنا لا يصلي، ويفعل الموبقات، ونحن نصلي ونصوم ونؤدي


(١) فتح الباري (٧/ ٢٥٥).
(٢) مدارج السالكين (١/ ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>