للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال عنه عمر بن الخطاب: إنه ركن من أركان هذا الدين، وعند وفاته لم يبق موضع في جسده إلا وبه جرح مع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى انتهى منه ذلك إلى الفرج، بل إن صدره الذي يقابل به الأعداء أصبح كأمثال العيون من الضربات والطعنات وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة بشره النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالجنة وهو على قيد الحياة.

إنه فارس الإسلام الزبير ابن العوام بن خويلد القرشي الأسدي ويكنى أبا عبد اللَّه، وله قرابة من النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جهتين فأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأيضاً هو ابن أخي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وصفه أهل السير بأنه كان رجلاً طويلاً، فارع الطول إذا ركب الفرس تخط رجلاه بالأرض، خفيف اللحية والعارضين، يميل إلى السمرة، وهذا الصحابي نموذج فريد للتضحية والبذل والنصرة لهذا الدين.

فمن مواقفه العظيمة ما رواه البخاري ومسلم من حديث جابر رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يوم الأحزاب: «مَن يَأتِينَا بِخَبَرِ القَومِ؟ » فقال الزبير: أنا ثم قال: «مَن يَأتِينَا بِخَبَرِ القَومِ؟ » فقال الزبير: أنا، ثم قال: «مَن يَأتِينَا بِخَبَرِ القَومِ» فقال الزبير: أنا، ثم قال: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيرُ» (١). وفي رواية أخرى للبخاري ومسلم: إن الزبير قال: لقد جمع لي رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومئذ أبويه، فقال: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» (٢).

ومن مواقفه العظيمة كذلك ما حدث في فتح مصر عندما استعصت على جيش المسلمين ودام الحصار سبعة أشهر فتقدم وقال:


(١) ص: ٧٨١ برقم ٤١١٣، وصحيح مسلم ص: ٩٨٤ برقم ٢٤١٥.
(٢) ص: ٧١١ برقم ٣٧٢٠، وصحيح مسلم ص: ٩٨٤ برقم ٢٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>