للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهب نفسي للَّه وللمسلمين فوضع سلماً وأسنده إلى جانب الحصن ثم صعد عليه وأمر بقية الجنود إذا سمعوا تكبيراته أن يجيبوه جميعاً، ثم رمى بنفسه في الحصن فلم يشعر الأعداء إلا والزبير داخل الحصن فبدأ يضرب بسيفه حتى وصل إلى الباب وفتحه وكبَّر المسلمون ودخلوا الحصن وكان الفتح الكبير.

وكان له موقف بطولي رائع في معركة اليرموك الشهيرة وكان عدد جيش الروم مائتي ألف مقاتل كما يذكر المؤرخون. روى البخاري في صحيحه من حديث هشام بن عروة عن أبيه أن أصحاب رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للزبير يوم اليرموك: «أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ » فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا تفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير، قال عروة: وكان معه عبد اللَّه بن الزبير يومئذ، وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس، ووكل به رجلاً (١).

ولما حدثت معركة الجمل قال لابنه عبد اللَّه كما في سنن الترمذي من حديث هشام بن عروة: ما مني عضو إلا وقد جُرح مع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى انتهى ذاك إلى فرجه (٢). قال علي بن زيد: أخبرني


(١) ص: ٧٥٥ برقم ٣٩٧٥.
(٢) ص: ٥٨٤ برقم ٣٧٤٦ وقال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث حماد بن زيد، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢١٧) برقم ٢٩٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>