للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ} [محمد: ١٥].

وخمر الآخرة ليست كخمر الدنيا يصيب الإنسان الصداع والقيء منها، فقد نفى اللَّه تعالى عنها ذلك، قال تعالى: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُون (١٩)} [الواقعة].

قوله تعالى: {لَاّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (٣٥)} [النبأ]: أي لا يسمعون لغواً أي كلاماً باطلاً لا خير فيه ولا كذابًا: أي ولا كذباً فلا يكذبون ولا يُكذب بعضهم بعضاً، قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَاثِيمًا (٢٥) إِلَاّ قِيلاً سَلَامًا سَلَامًا (٢٦)} [الواقعة]. وقال سبحانه: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين (٤٧)} [الحجر].

قوله تعالى: {جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا (٣٦)}: أي أنهم يُجزون بهذا جزاء من اللَّه سبحانه وتعالى على أعمالهم الحسنة التي عملوها في الدنيا، قال تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١)} [النجم]. وحساباً: أي كافياً وافراً شاملاً، تقول العرب: أعطاني فأحسبني أي كفاني ومنه حسبي اللَّه أي أن اللَّه كافيني.

قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧)}. يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وأنه رب السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما وأنه الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء {لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (٣٧)} أي: لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه كقوله: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥]. وكقوله: {يَوْمَ يَأْتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>