للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت عائشة رضي اللهُ عنها كما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم» (١).

وقد يُجمَعُ للمريض الأمران، فيكون المرض تكفيراً لسيئاته، ورفعة لدرجاته، وينبغي للمريض أن يتنبه لأمرين إذا تأملهما هانت عليه مصيبته وخفَّ همه وغمه:

١ - أن هذه المصيبة لم تكن في دينه؛ لأن المصيبة في الدين يجني صاحبها الآثام والعقوبات.

٢ - أن مصيبته أخفُّ وأهون من مصيبة غيره، فلو سأل أو نظر إلى من حوله من المرضى لرأى من هو أشد منه ألماً.

قال شريح: ما أصابتني مصيبة إلا حمدت الله تعالى عليها لأربع:

١ - أن الله رزقني الصبر عليها.

٢ - أن الله رزقني الاسترجاع عندها.

٣ - أن الله لم يجعلها أكبر منها.

٤ - أن الله لم يجعلها في ديني.

روى مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ اجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا»، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم،


(١) برقم ٥٦٤٦ وصحيح مسلم برقم ٢٥٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>