عذاب الله وبأسه، بل خلص الأمر إليَّ وحدي فلا معين لي ولا مجير.
قال تعالى: {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه (٢٩)} أي ذهب واضمَحَلَّ فلم تنفع الجنود الكثيرة ولا العدد ولا الجاه العريض، بل ذهب كله أدراج الحياة، وفاتته بسببه المتاجر والأرباح، وحضر بدله الهموم والأحزان.
قوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوه (٣٠)} أي يأمر الله الزبانية أن تأخذه عنفاً من المحشر فتغله أي تضع الأغلال في عنقه ثم تورده إلى جهنم فتصليه إياها أي تغمره فيها، قال تعالى: {إِذِ الأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُون (٧١) {فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُون (٧٢)} [غافر: ٧١ - ٧٢].
قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوه (٣٢)} قال كعب الأحبار: كل حلقة منها قدر حديد النار، وقال ابن عباس رضي اللهُ عنهما: بذراع الملك، قال ابن عباس رضي اللهُ عنهما: فاسلكوه أي انظموه فيها بأن تدخل في دبره وتخرج من فمه ويُعلق فيها، فلا يزال يُعذب هذا العذاب الفظيع، فبئس العذاب والعقاب.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو رضي اللهُ عنهما قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ (١) - أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الَارْضِ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ