للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون (٤٢)} [الزمر: ٤٢]. فذكر في هذه الآية الوفاتين الكبرى والصغرى.

روى البخاري في صحيحه من حديث أبي ذر رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم كان إذا قام من النوم قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (١).

قوله تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ} أي: ويعلم ما كسبتم من الأعمال بالنهار، وهذه جملة معترضة دلت على إحاطة علمه بخلقه في ليلهم ونهارهم، وفي حال سكونهم وحال حركتهم كما قال تعالى: {سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَار (١٠)} [الرعد: ١٠].

وكما قال تعالى: {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون (٧٢)} [القصص: ٤٢].

قوله تعالى: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون} أي: في النهار، و {لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى} أي: أجل كل واحد من الناس، {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} أي: يوم القيامة، فيجازيكم على ذلك؛ إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً} أي: وهو الذي قهر كل شيء وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء،


(١) برقم ٧٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>