قوله تعالى:{حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}: أي: احتضر وحان أجله {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}{تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} أي: الملائكة الموكلون بذلك، قال ابن عباس وغير واحد: لملك الموت أعوان من الملائكة يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم.
قوله تعالى:{وَهُمْ لَا يُفَرِّطُون}: أي: في حفظ روح المتوفى بل يحفظونها وينزلونها حيث شاء الله عزَّ وجلَّ إن كان من الأبرار ففي عليين، وإن كان من الفجار ففي سِجِّين، عياذاً بالله من ذلك.
قوله تعالى:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}، قيل: الملائكة، وقيل الخلائق كلهم يردون إلى الله يوم القيامة فيحكم فيهم بعدله كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِين (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُوم (٥٠)} [الواقعة: ٤٩ - ٥٠]. ولهذا قال:{مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِين}.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ