للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» (١).

٥ - إن الله تعالى هو نور السماوات والأرض وما فيها، ويهب نوره لمن يشاء، قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [النور: ٣٥]. وقال تعالى: {نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} [النور: ٣٥].

وقال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: ٦٩]. فإذا جاء تبارك وتعالى يوم القيامة للفصل بين عباده أشرقت بنوره الأرض، وليس إشراقها يومئذ بشمس ولا قمر، فإن الشمس تُكَوَّرُ، والقمر يُخسَفُ، ويذهب نورهما (٢).

قال ابن القيم رحمه الله: «وهذه الظلمات ضد الأنوار التي يتقلب فيها المؤمن، فإن نور الإيمان في قلبه، ومدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، ومشيته في الناس نور، وكلامه نور، ومصيره إلى نور، والكافر بالضد، ولما كان النور من أسمائه الحسنى وصفاته كان دينه نوراً، ورسوله نوراً، وكلامه نوراً، وداره نوراً يتلألأ، والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين ويجري على ألسنتهم، ويظهر على وجوههم، وكذلك لما كان الإيمان واسمه المؤمن لم يعطه إلا أحب خلقه إليه، وكذلك الإحسان صفته وهو يحب المحسنين وهو الذي جعل من يحبه من خلقه كذلك، وأعطاه من هذه الصفات ما شاء وأمسكها عمن يبغضه وجعله على أضدادها، فهذا عدله وذلك فضله والله ذو الفضل العظيم» (٣).


(١) برقم ٢٢٣.
(٢) الوابل الصيب لابن القيم ص: ١١٧.
(٣) شفاء العليل لابن القيم (١/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>