للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُظهر التواضع للأغنياء ليصيب من دنياهم، أو للرؤساء لينال بسببهم مطلوبه، وقد يُظهر التواضع رياء وسمعة، وكل هذه أغراض فاسدة، لا ينفع العبد إلا التواضع لله تقرباً إليه، وطلباً لثوابه وإحسانه إلى الخلق، فكمال الإحسان، وروحه الإخلاص لله» (١) (٢).

ونبينا محمد صلى اللهُ عليه وسلم إمام المتواضعين، روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي اللهُ عنه: «أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: «يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ؛ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ»: فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا» (٣).

وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي اللهُ عنه قال: «كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، لَتَاخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ» (٤).

وروى البغوي في شرح السنة من حديث عائشة رضي اللهُ عنها أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «آكُلُ كَمَا يَاكُلُ العَبْدُ، وَأَجلِسُ كَمَا يَجلِسُ العَبْدُ» (٥).

وروى البغوي في شرح السنة من حديث عائشة رضي اللهُ عنها، قال صلى اللهُ عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ لَوْ شِئْتُ لَسَارَتْ مَعِيَ جِبَالُ الذَّهَبِ، جَاءَنِي مَلَكٌ إِنَّ


(١) بهجة قلوب الأبرار وقرّة عيون الأخبار (ص: ٩٢).
(٢) الإخلاص طريق الخلاص لأخينا الشيخ عبد الهادي وهبي ص: ٦٦ - ٦٧.
(٣) برقم ٢٣٢٦.
(٤) برقم ٦٠٧٢.
(٥) (١٣/ ٢٤٨) وحسنه الألباني في الصحيحة برقم ٥٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>