للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُجْزَتَهُ (١) لَتُسَاوِي الكَعْبَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِن شِئْتَ نَبِيًّا عَبدًا، وَإِن شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا، فَنَظَرْتُ إِلَى جِبرِيلَ عليه السلام فَأَشَارَ إِلَيَّ أَن ضَعْ نَفْسَكَ، فَقُلتُ: نَبِيًّا عَبدًا ... » الحديث (٢).

ولما سُئلت عائشة رضي اللهُ عنها: «هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَت: نَعَم، كَانَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُم فِي بَيْتِهِ» (٣).

وكان يقول: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٤).

ولما جاءه رجل فقال: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ، فَقَالَ: «ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام» (٥).

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ» (٦). وهذا من تواضعه، وإلا فقد ابتلي النبي صلى اللهُ عليه وسلم بما لم يُبتَلَ به أحد غيره.


(١) الحجزة: موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة، يقال: احتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (١/ ٣٤٤).
(٢) (١٣/ ٣٤٨) برقم ٣٦٨٣ وقال محققوه حديث صحيح.
(٣) شرح السنة للبغوي (١٣/ ٢٤٢) برقم ٣٦٧٥ وقال محققوه إسناده صحيح.
(٤) سنن الترمذي ٢٣٥٢ وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٢٧٥) برقم ١٩١٧.
(٥) صحيح مسلم برقم ٢٣٦٩.
(٦) برقم ٣٣٧٢ وصحيح مسلم برقم ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>