للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ، أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا» (١).

قال الذهبي رحمه الله: هاجر بعائشة أبواها، وتزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً، وقيل: بعامين، ودخل بها في شوال سنة اثنين منصرفه عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر، وهي بنت تسع سنين، ولا أعلم في أمة محمد صلى اللهُ عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقاً امرأة أعلم منها، وهي زوجة نبينا في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر (٢).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي اللهُ عنها قالت: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي (٣) فَوَفَى (٤) جُمَيْمَةً، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ (٥) وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا، لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ


(١) برقم ٣٧٧٥ وصحيح مسلم برقم ٢٤٤١.
(٢) سير أعلام النبلاء (٢/ ١٣٥ - ١٤٠) بتصرف.
(٣) أي تقطع.
(٤) أي كثر والجميمة بالجيم مصغر الجمة بالضم، وهي مجتمع شعر الناصية، ويقال للشعر إذا سقط عن المنكبين جمة، إذا كان إلى شحمة الأذنين وفرة.
(٥) أرجوحة: بضم أوله معروفة وهي التي تلعب بها الصبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>