للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ (١) حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَاسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ، وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ (٢)، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَانِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ» (٣).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي اللهُ عنها قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ، فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ» (٤).وفي رواية الترمذي: «إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» (٥).

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عمرو ابن العاص رضي اللهُ عنه وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة أنه سأل النبي صلى اللهُ عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: «أَبُوهَا» (٦).

قال الذهبي رحمه الله: وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض،


(١) أنهج: أي أتنفس تنفساً عالياً.
(٢) على خير طائر: أي على خير حظ ونصيب، فتح الباري (٧/ ٢٢٤).
(٣) برقم ٣٨٩٤ ومسلم في صحيحه برقم ١٤٢٢.
(٤) برقم ٥١٢٥ وصحيح مسلم برقم ٢٤٣٨.
(٥) برقم ٣٨٨٠.
(٦) برقم ٣٦٦٢ وصحيح مسلم برقم ٢٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>