للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وردت أقوال كثيرة عن السلف تحذر من تتبع زلات العلماء، والأقوال الشاذة، قال سليمان التيمي: «لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله» (١)، وقال الإمام الأوزاعي: «من أخذ بنوادر العلماء (أي الأقوال النادرة) خرج من الإسلام» (٢)، وقال عمر ابن الخطاب رضي اللهُ عنه: «ثَلَاثٌ يَهْدِمْنَ الدِّينَ: زَلَّةُ العَالِمِ، وَجِدَالُ المُنَافِقِ، وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ» (٣)، وقال ابن حزم الأندلسي: «وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين، وقلة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قول كل قائل، فهم يأخذون ما كان رخصة من قول كل عالم مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله تعالى وعن رسوله صلى اللهُ عليه وسلم» (٤) اهـ.

وروى البيهقي عن إسماعيل القاضي قال: «دخلت على المعتضد بالله فدفع إِلَيَّ كتاباً فنظرت فيه فإذا قد جمع له من الرخص من زلل العلماء وما احتج به كل واحد منهم، فقلت: مصنف هذا زنديق، فقال: ألم تصح هذه الأحاديث؟ قلت: الأحاديث على ما رويت، ولكن من أباح المسكر - النبيذ - لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح المسكر، وما من عالم إلا وله زلة، ومن أخذ بكل زلل العلماء ذهب دينه، فأمر المعتضد بإحراق ذلك الكتاب» (٥). اهـ.

وقد شدد العلماء في الإنكار على من تتبع الرخص وشواذ


(١) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (٢/ ٩١).
(٢) سير أعلام النبلاء (٧/ ١٢٥).
(٣) سنن الدارمي (١/ ٧١).
(٤) الأحكام في أصول الأحكام (٥/ ٦٥).
(٥) سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>