للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقوال، حيث وصفوه مرة بأنه شر عباد الله كما ذكر ذلك عبد الرزاق عن معمر (١)، وتارة وصفوه بالفسق كما نص عليه ابن النجار، فقال: يحرم على العامي تتبع الرخص ويُفسق به (٢)، وقال الغزالي: ليس للعامي أن ينتقي من المذاهب في كل مسألة أطيبها عنده فيتوسع (٣).

وبعض الناس إذا أراد أن يستفتي يسأل في كل مسألة من عُرِفَ بالتساهل فيها، والإفتاء بغير ما عليه جماهير العلماء، فإذا دُلَّ على العلماء الذين يفتون بالكتاب والسنة؛ قال: إن هؤلاء لا يعرفون إلا لغة التحريم، كل شيء عندهم حرام، فهذا وأمثاله اتخذوا دينهم لعباً ولهواً والله تعالى قال لنبيه صلى اللهُ عليه وسلم: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: ١١٢]، ولم يقل كما أردت، قال ابن عبد البر رحمه الله: «أجمع العلماء على أن العامي لا يجوز له تتبع الرخص» (٤).

قال محمد بن سيرين: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم» (٥).

أما قول بعضهم: ضع بينك وبين النار مُطَوَّعٍ، فهذا القول لا يكون صحيحاً إلا بسؤال أهل العلم المعروفين بالتقوى، وأن يكون القصد


(١) انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلاّل (١/ ٢٠٩).
(٢) مختصر التحرير ص: ٢٥٢.
(٣) المستصفى (٢/ ٤٦٩).
(٤) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩١).
(٥) مقدمة صحيح مسلم ص: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>