للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاعلم أن مصيرها إلى سقم، والموت من وراء ذلك.

قَولُهُ تَعَالَى: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك (٧)} [الانفطار: ٧]، أي: جعلك سويًّا معتدل القامة منتصبًا في أحسن الهيئات والأشكال، فلو اجتمع الخلق كلهم وأرادوا أن يضعوا عين الإنسان في مكان أحسن من الذي خلقه الله عليه لم يجدوا، وكذلك الأنف والأذن والرجل وسائر الأعضاء، فصدق الله تعالى إذ يقول: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم (٤)} [التين: ٤].

قَولُهُ تَعَالَى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَك (٨)} [الانفطار: ٨]، يعني: أن الله رَكَّبَكَ في أي صورة شاء، فمن الناس من هو جميل ومنهم من هو قبيح ومنهم المتوسط، ومنهم الأبيض ومنهم الأحمر ومنهم الأسود ومنهم بين ذلك.

قَولُهُ تَعَالَى: {كَلَاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّين (٩)} [الانفطار: ٩]، أي: بل إنما يحملكم على مواجهة الكريم، ومقابلته بالمعاصي، تكذيبٌ في قلوبكم بالمعاد، والجزاء، والحساب.

قَولُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِين (١٠) كِرَامًا كَاتِبِين (١١)} [الانفطار: ١٠ - ١١]، أي: أن كل إنسان عليه حفظة يكتبون أعماله، وهؤلاء الحفظة كرام عدول لا يظلمون أحدًا، فلا يكتبون عليه ما لم يعمل، ولا يتركوا كتابة شيء من أعماله الصالحة، قَالَ تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد (١٨)} [ق: ١٨].

قَولُهُ تَعَالَى: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون (١٢)} [الانفطار: ١٢]: إما بالمشاهدة

<<  <  ج: ص:  >  >>