للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - التعريف: فإذا كان الإنسان معروفًا بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى، جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة النقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك لكان أولى (١).

فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء، وأكثرها مجمع عليه، ودلائلها من الأحاديث الصحيحة.

قال الجمهور من العلماء: «طريقُ المغتاب في توبته أن يُقلع عن ذلك، ويعزم على ألا يعود، وأن يتحلل من الذي اغتابه، وقال آخرون: لا يشترط أن يتحلله، فإنه إذا أعلمه بذلك ربَّما تأذى أشد مِمَّا إذا لم يعلم بما كان منه، فطريقه إذًا أن يثني عليه بما فيه في المجالس التي كان يذمه فيها، وأن يرد عنه الغيبة بحسبه وطاقته، فتكون تلك بتلك» (٢).

تنبيه: من أعظم ما يردع المؤمن عن الغيبة، إضافة إلى الآيات والأحاديث المشهورة التي فيها الوعيد الشديد لمن وقع في الغيبة؛ أن يتذكر أنه يُهدي حسناته: من صلاة، وصوم، وحج، وغيرها إلى الذي اغتابه أو يتحمل أوزاره وذنوبه إذا لم تكفي حسناته التي ذهبت منه، وهذا هو أعظم الخسارة والإفلاس التي أخبر عنها النبي صلى اللهُ عليه وسلم.

وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.


(١) «رياض الصالحين» (ص: ٤٨٨ - ٤٩٠).
(٢) «تفسير ابن كثير» (١٣/ ١٦٧)، بتصرُّف.

<<  <  ج: ص:  >  >>