للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللهِ عزَّ وجلَّ (١).

ومن التفاؤل الذي يُذكر في هذا المجال: ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية، ففي سنة (٧٠٢ هـ) تحرك التتار لغزو بلاد الشام فأخبر ابن تيمية الناس والأمراء أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينًا، فيقال له: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا، قال ابن القيِّم: وسمعته يقول ذلك، قال: فلما أكثروا عَلَيَّ قلت: لا تكثروا، كتب الله في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة، وأن النصر لجيوش الإسلام، قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو، وكان النصر حليف المسلمين، قَالَ تَعَالَى: {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيب} [البقرة: ٢١٤]، وقَالَ تَعَالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين} [الروم: ٤٧] (٢).

ومن ذلك أن الشيخ شمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني رحمه الله كان يأخذ السلطان محمدًا بيده ويمر به على الساحل ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح في الأفق من بعيد شاهقة حصينة، ثم يقول له: أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفق، إنها القسطنطينية، وقد أخبرنا الرسول صلى اللهُ عليه وسلم أن رجلًا من أمته سيفتحها بجيشه ويضمها إلى أمة التوحيد، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ


(١) «صحيح البخاري» (برقم ٣٩٠٥).
(٢) «الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية» (ص: ٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>