للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجَيْشُ» (١). ثم تفاءل الأمير الصبي وعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح الذي بشر به الصادق المصدوق صلى اللهُ عليه وسلم، ولما جاء اليوم الموعود وتولى الخلافة شرع السلطان محمد الفاتح يفاوض الإمبراطور قسطنطين ليسلمه القسطنطينية، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة قال بكل تفاؤل: حسنًا عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر، حاصر السلطان محمد الفاتح القسطنطينية واحدًا وخمسين يومًا، تعددت خلالها المعارك العنيفة وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله، سقطت على يد بطل شاب له من العمر ثلاثة وعشرون عامًا.

ومن ذلك ما ذكره الشيخ المقرئ عبد الله بن أحمد ابن سعيد قال: «مرضت بدمشق مرضًا شديدًا، فجاءني ابن تيمية رحمه الله وجلس عند رأسي وأنا مثقل بالحمى والمرض فدعا لي، ثم قال: جاءت العافية فما كان إلا أن قام، وإذا بالعافية قد جاءت، وَشُفِيتُ لوقتي» (٢).

ومن فوائد الفأل وحسن الظن بالله:

أولًا: يجلب السعادة والسرور إلى القلب، ويذهب عنه الهم


(١) هذا الحديث الذي ورد في سياق كلام الشيخ شمس الدين، واستدل به على فضل فاتح القسطنطينية. رواه عبد الله بن الإمام أحمد في «زوائد المسند» [٣١/ ٢٨٧ (برقم ١٨٩٥٧)] مِن حَدِيثِ بِشْرٍ الخَثْعَمِيِّ رضي اللهُ عنه، وقد ضعَّفه بعض أهل العلم، وفضل فتح القسطنطينية ثابت بأحاديث أخرى تراجع في مظانها.
(٢) «الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية» (ص: ٦٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>