للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِيحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيرُنَا ... رَهَجُ السَّنابِكِ وَالغُبَارُ الأَطْيَبُ (١)

وَلَقَد أَتَانَا مِن مَقَالِ نَبِيِّنَا ... قَوْلٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لَا يُكْذَبُ

لَا يَسْتَوِي غُبَارُ خَيلِ اللهِ فِي ... أَنْفِ امرِئٍ وَدُخَانُ نَارٍ تَلهَبُ

هَذَا كِتَابُ اللهِ يَنْطِقُ بَيْنَنَا ... لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيْتٍ لَا يُكْذَبُ

فألفيت الفضيل بكتابه في الحرم، فقرأه وبكى، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.

وقد رآه أحد أصحابه في المنام بعد وفاته فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن.

وكانت وفاته سنة (١٨١ هـ) وله من العمر ثلاثة وستون عامًا، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرامته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا (٢).

وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.


(١) الرهج: الغبار، والسنابك: جمع سنبك، طرف حافر الخيل وجانباه من قدام.
(٢) انظر: «سير أعلام النبلاء» (٨/ ٣٧٨ - ٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>