للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه من خير الملوك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوَّة، وكان في ملكه من الرحمة والحلم، ونفع المسلمين ما يُعْلَم أنه كان خيرًا من مُلْكِ غيره» (١).

وقال ابن أبي العز الحنفي: «وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين» (٢). وكان رضي اللهُ عنه من دهاة العرب، وقد اشتهر بالحكمة والحلم والمروءة، وسياسة الأمور.

فمن أقواله العظيمة أنه كَانَ يَقُولُ: المُرُوءَةُ فِي أَربَعٍ: العَفَافُ فِي الإِسلَامِ، وَاستِصلَاحُ المَالِ، وَحِفظُ الإِخوَانِ، وَحِفظُ الجَارِ، وَقَالَ أَيضًا: أَفضَلُ النَّاسِ مَن عَقَلَ وَحَلُمَ، وَمَن إِذَا أُعطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا غَضِبَ كَظَمَ، وَإِذَا قَدِرَ غَفَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنجَزَ، وَإِذَا أَسَاءَ استَغفَرَ.

وَقَالَ رَجُلٌ لِمُعَاوِيَةَ: مَن أَسْوَدُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: أَسخَاهُم نَفْسًا حِينَ يُسأَلُ، وَأَحسَنُهُم فِي المَجَالِسِ خُلُقًا، وَأَحلَمُهُم حِينَ يُستَجهَلُ.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كان معاوية يتمثَّل بهذه الأبيات كثيرًا:

فَمَا قَتَلَ السَّفَاهَةَ مِثلُ حِلمٍ ... يَعُودُ بِهِ عَلَى الجَهلِ الحَلِيمُ

فَلَا تَسفَهْ وَإِن مُلِئتَ غَيظًا ... عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ الفُحشَ لَومُ


(١) «الفتاوى» (٤/ ٤٧٨).
(٢) «شرح الطحاوية» (٢/ ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>