للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا تَقطَع أَخًا لَكَ عِندَ ذَنبٍ ... فَإِنَّ الذَّنبَ يَغفِرُهُ الكَرِيمُ

وكتب معاوية إلى نائبه زياد: إِنَّهُ لَا يَنبَغِي أَن نَسُوسَ النَّاسَ سِيَاسَةً وَاحِدَةً، بِاللِّينِ فَيَمرَحُوا، وَلَا بِالشِّدَّةِ فَتَحمِلَ النَّاسَ عَلَى المَهَالِكِ، وَلَكِن كُن أَنتَ لِلشِّدَّةِ، وَالفَظَاظَةِ، وَالغِلظَةِ، أَكُنْ أَنَا لِلِّينِ وَالأُلفَةِ وَالرَّحمَةِ، فَإِذَا خَافَ خَائِفٌ وَجَدَ بَابًا يَدخُلُهُ (١).

وسُئل الإمام أحمد عن رجل انتقص معاوية، وعمرو بن العاص: أيقال له: رافضي؟ قال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحدًا من أصحاب رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم إلا له داخلة سوء (٢)، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي» (٣).

قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ: «مَن شَتَمَ أَحَدًا مِن أَصحَابِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم أَبَا بَكرٍ، أَو عُمَرَ، أَو عُثمَانَ، أَو عَلِيًّا، أَو مُعَاوِيَةَ، أَو عَمرَو بنَ العَاصِ، فَإِنْ قَالَ: كَانُوا عَلَى ضَلَالٍ وَكُفرٍ قُتِلَ، وَإِنْ شَتَمَهُمْ بِغَيرِ هَذَا مِن مُشَاتَمَةِ النَّاسِ نُكِّلَ نَكَالًا شَدِيدًا» (٤).

وأما ما حصل بين معاوية وعلي من قتال، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين، إما مصيبين


(١) «البداية والنهاية» لابن كثير (١١/ ٣٩٦ - ٤٦٤).
(٢) «البداية والنهاية» (١١/ ٤٥٠).
(٣) قطعة من حديث في «صحيح البخاري» (برقم ٣٦٥١)، و «صحيح مسلم» (برقم ٢٥٣٣).
(٤) «الشفاء في حقوق المصطفى» للقاضي عياض (٢/ ٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>