للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقرَ (١).

وَمَا سُئِلَ عَن شَيءٍ صلى اللهُ عليه وسلم مِن أَمرِ الدُّنيَا فَرَدَّ طَالِبَهُ (٢)، وَكَانَ عليه السلام أَزهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنيَا، فَقَد خُيِّرَ بَينَ أَن يَعِيشَ فِي الدُّنيَا مَا شَاءَ اللهُ، وَبَينَ لِقَاءِ رَبِّهِ فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ (٣)، وَكَانَ يَمُرُّ الهِلَالُ تِلْوَ الهِلَالِ، وَمَا يُوقَدُ فِي بَيتِهِ نَارٌ (٤).

وَيَبِيتُ اللَّيَالِيَ طَاوِيًا وَأَهلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً (٥)، وَكَانَ يَقُولُ: «مَا لِي وَلِلدُّنيَا؟ ! مَا أَنَا إِلَّا كَرَاكِبٍ استَظَلَّ تَحتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ تَرَكَهَا وَرَاحَ» (٦). قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ يَلتَوِي مِنَ الجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ (٧) مَا يَمْلُأَ بَطْنَهُ (٨). وَمَاتَ وَلَم يُخَلِّفْ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، إِلَّا سِلَاحَهُ، وَبَغْلَتَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لِابنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً (٩).

وَمَاتَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِندَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (١٠).


(١) «صحيح مسلم» (برقم ٢٣١٢).
(٢) «صحيح البخاري» (برقم ٦٠٣٤)، و «صحيح مسلم» (برقم ٢٣١١).
(٣) «مسند الإمام أحمد» (٢٥/ ٣٧٦) (برقم ١٥٩٩٧)، وقال محققوه: إسناده ضعيف؛ لكن الحديث صحيح في استغفاره لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه.
(٤) «صحيح البخاري» (برقم ٦٤٥٩)، و «صحيح مسلم» (برقم ٢٩٧٢).
(٥) «سنن الترمذي» (برقم ٢٣٦٠)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٦) «سنن ابن ماجه» (برقم ٤١٠٩)، وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (٢/ ٣٩٤) (برقم ٣٣١٧).
(٧) التمر الرديء.
(٨) «صحيح مسلم» (برقم ٢٩٧٨).
(٩) «صحيح البخاري» (برقم ٤٤٦١).
(١٠) «صحيح البخاري» (برقم ٤٤٦٧)، و «صحيح مسلم» (برقم ١٦٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>